حكم الإحتفال بعيد شم النسيم
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حكم الإحتفال بعيد شم النسيم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وأتم علينا نعمته، ورضي لنا الإسلام دينًا، وجعلنا من خير أمة أخرجت للناس، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتؤمن بالله العزيز الحكيم، والصلاة والسلام على نبينا محمد، أما بعد ..
فإن العقيدة الصحيحة والدعوة إليها هي أساس الإسلام؛ من أجل ذلك أردت أن أذكر نفسي وإخواني الكرام بحكم الاحتفال بعيد شم النسيم «عيد الربيع»، فأقول وبالله التوفيق:
الأعياد في الإسلام
يجب أن يكون من المعلوم لكل مسلم أن الأعياد في الإسلام ثلاثة وهي: عيد الفطر، ويأتي كل عام بعد انتهاء المسلمين من صوم شهر رمضان، وعيد الأضحى، ويأتي كل عام في ختام العشرة الأولى من ذي الحجة، وعيد ثالث يتكرر في كل أسبوع مرة، وهو يوم الجمعة، وليس في الإسلام عيد سوى هذه الأعياد الثلاثة، وليس في الإسلام عيد بمناسبة، كذكرى غزوة بدر، ولا غزوة الفتح، ولا غيرها من الغزوات العظيمة التي انتصر فيها المسلمون انتصارًا باهرًا.
الشرح الممتع لابن عثيمين
نشأة عيد شم النسيم
كان للمصرين القدماء أعيادٌ كثيرة، منها أعياد الزراعة التي تتصل بمواسمها، والتي ارتبط بها تقويمهم إلى حد كبير، فإن لسنتهم الشمسية التي حدَّدوها باثني عشر شهرًا ثلاثة فصول، كل منها أربعة أشهر، وهي فصل الفيضان، ثم فصل البذر، ثم فصل الحصاد، ومن هذه الأعياد عيد النيروز الذي كان أول سنتهم الفلكية بشهورها المعروفة الآن، وكذلك عيد شم النسيم.
أغرب الأعياد لسيد عبد الفتاح، وفتاوى عطية صقر
سبب تسمية عيد شم النسيم
ترجع تسمية عيد النسيم إلى الكلمة الفرعونية «شمو» ويرمز بها عند قدماء المصريين إلى بعث الحياة، وكانوا يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان، وفيه بدأ خلق العالم، وأضيف كلمة «النسيم» إليه لارتباط هذا اليوم باعتدال الجو؛ حيث تكون بداية الربيع، وترجع بداية الاحتفال به بشكل رسمي إلى عام قبل الميلاد، وكانوا يحتفلون به في الاعتدال الربيعي عقب عواصف الشتاء وقبل هبوب رياح الخماسين.
إن الاحتفال بالربيع كان معروفًا عند الأمم القديمة من الفراعنة والبابليين والأشوريين، وكذلك عرفه الرومان، وكانت له أسماء مختلفة عندهم فهو عند الفراعنة عيد شم النسيم، وعند البابليين والأشوريين عيد ذبح الخروف، وعند اليهود عيد الفصح، وعند الرومان عيد القمر.
أعياد مصر لسعيد محمد الملط، وفتاوى عطية صقر
العلاقة بين عيد الفصح عند اليهود وعيد شم النسيم
نقل بنو إسرائيل عيد شم النسيم عن الفراعنة لما خرجوا من مصر، وقد اتفق يوم خروجهم مع موعد احتفال الفراعنة بعيدهم، واحتفل بنو إسرائيل بالعيد بعد خروجهم ونجاتهم، وأطلقوا عليه اسم عيد الفصح، والفُصح كلمة عبرية معناها «الخروج» أو «العبور»، كما اعتبروا ذلك اليوم أي يوم بدء الخلق عند الفراعنة بداية لسنتهم الدينية العبرية تيمنًا بنجاتهم، وبدء حياتهم الجديدة.
أغرب الأعياد، وفتاوى عطية صقر
العلاقة بين عيد القيامة عند النصارى وعيد شم النسيم
لما ظهرت المسيحية في الشام احتفل النصارى بعيد الفصح كما كان يحتفل اليهود، ثم تآمر اليهود على صلب المسيح وكان ذلك يوم الجمعة من إبريل سنة المجتمع، الذي يعقب عيد الفصح مباشرة، فاعتقد المسيحيون أنه صُلب في هذا اليوم، وأنه قام من بين الأموات بعد الصلب في يوم الأحد التالي، فرأى بعض طوائفها أن يحتفلوا بذكرى الصلب في يوم الفصح، ورأت طوائف أخرى أن يحتفلوا باليوم الذي قام فيه المسيح من بين الأموات، وهو عيد القيامة، يوم الأحد الذي يعقب عيد الفصح مباشرة، وسارت كل طائفة على رأيها، وظل الحال على ذلك حتى رأى قسطنطين الأكبر إنهاء الخلاف في سنة المجتمع، وقرر توحيد العيد، على أن يكون في أول أحد يكون القمر بدرًا في الاعتدال الربيعي أو يعقبه مباشرة، وحسب الاعتدال الربيعي وقتذاك، فأصبح عيد القيامة كما يزعم النصارى في أول أحد يكون القمر فيه بدرًا، وبعد هذا التاريخ أطلق عليه اسم عيد الفصح المسيحي تمييزًا له عن عيد الفصح اليهودي.
عقيدتنا في عيسى ابن مريم عليه السلام
يجب على كل مسلم أن يعتقد اعتقادًا جازمًا بأن عيسى ابن مريم هو عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وأن الله سبحانه وتعالى قد رفعه حيًا بجسده إلى السماء وسوف ينزل في آخر الزمان فيقتل المسيح الدجال، ويكسر الصليب، ويقتل الخنزير ولا يقبل من الناس إلا الإسلام، ويعمل بشريعة نبينا، وهذه عقيدة أهل السنة والجماعة والتي يجب على كل مسلم أن يموت عليها، وهذا ثابت في القرآن والسنة.
قال الله تعالى حكاية عن اليهود: ﴿وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا * وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا﴾ النساء.
روى الشيخان عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله: (والذي نفسي بيده، ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكمًا عدلاً، فيكسر الصليب ويقتل الخنزير، ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خيرًا من الدنيا وما فيها) ثم يقول أبو هريرة واقرءوا إن شئتم ﴿وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا﴾ البخاري، ومسلم.
وروى مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي قال: (والذي نفسي بيده، ليهلن ابن مريم بفج الروحاء حاجًا أو معتمرًا أو ليثنينهما) مسلم.
أطعمة عيد شم النسيم
إن لشم النسيم عيد الربيع أطعمة خاصة ترتبط بخرافات، ومعتقدات شركية عند القدماء المصريين، سوف نتحدث عنها بإيجاز:
- بيض شم النسيم:
يعتبر البيض الملون مظهرًا من مظاهر عيد شم النسيم، ومختلف أعياد الفصح والربيع في العالم أجمع، وترجع فكرة صبغ البيض باللون الأحمر عند النصارى إلى رغبتهم في أن يتذكروا دائمًا دم المسيح عليه السلام الذي سفكه اليهود، وذلك حسب اعتقادهم الباطل والمناقض للقرآن والسنة.
- الفسيخ والسمك والمملح:
كان الفراعنة يقدسون النيل، ويعتبرونه نهر الحياة، ويعتقدون أن الحياة في الأرض بدأت في الماء ويعبر عنها بالسمك الذي تحمله مياه النيل.
- البصل:
كان القدماء المصريون يعتقدون أن البصل يطرد الأرواح الشريرة.
- خس شم النسيم:
كان الفراعنة يعتقدون أن الخس من النباتات التي تعلن عن حلول الربيع باكتمال نموها ونضجها، وقد اعتبروه من النباتات المقدسة الخاصة بإله التناسل
- حمص شم النسيم:
هي ثمرة الحمص الأخضر، وكان الفراعنة يعتبرون نضجها وامتلاءها إعلانًا عن ميلاد الربيع، وهو ما أخذ منه اسم الملانة.
أغرب الأعياد
حكم الاحتفال بعيد شم النسيم
سوف نذكر بعضًا من فتاوى علماء الأزهر في حكم الاحتفال بعيد شم النسيم:
فتوى الشيخ علي محفوظ، عضو هيئة كبار العلماء في مصر
قال الشيخ علي محفوظ -رحمه الله تعالى: يوم شم النسيم، وما أدراك ما شم النسيم؟ هو عادة ابتدعها أهل الأوثان لتقديس بعض الأيام تفاؤلاً به أو تزلفًا لما كانوا يعبدون من دون الله، فعمرت آلافًا من السنين حتى عمت المشرقين، واشترك فيها العظيم والحقير، والصغير والكبير، ويا ليتها كانت سُنة محمودة فيكون لمستنها أجر من عمل بها، ولكنها ضلال في الآداب وفساد في الأخلاق.
وقال -رحمه الله- أيضًا: فهل هذا اليوم يوم شم النسيم في مجتمعاتنا الشرعية التي تعود علينا بالخير والرحمة؟ كلا، وحسبك أن تنظر إلى الأمصار، بل القرى، فترى في ذلك اليوم ما يزري بالفضيلة، ويخجل معه وجه الحياء من منكرات تخالف الدين، وسوءات تجرح الذوق السليم، وينقبض لها صدر الإنسانية، إن الرياضة واستنشاق الهواء، ومشاهدة الأزهار من ضرورات الحياة في كل آن لا في ذلك اليوم الذي تمتلئ فيه المزارع والخلوات بجماعات الفجار وفاسدي الأخلاق، فتسربت إليها المفاسد، وعمتها الدنايا، فصارت سوقًا للفسوق والعصيان، ومرتعًا لإراقة الحياء، وهتك الحجاب، نعم، لا تمر بمزرعة أو طريق إلا وترى فيه ما يخجل كل شريف، ويؤلم كل حي، فأجدر به أن يُسمى يوم الشؤم والفجور ترى المركبات والسيارات تتكدس بجماعات عاطلين يموج بعضهم في بعض بين شيب وشباب ونساء وولدان ينزحون إلى البساتين والأنهار، ترى السفن فوق الماء مملوءة بالشبان يفسقون بالنساء على ظهر الماء، ويفرطون في تناول المسكرات، وارتكاب المخازي، فاتبعوا خطوات الشيطان في السوء والفحشاء في البر والبحر، وأضاعوا ثمرة الاجتماع فكان شرًا على شر، ووبالاً على وبال، تراهم ينطقون بما تصان الآذان عن سماعه، ويخاطبون المارة كما يشاؤون من قبيح الألفاظ، وبذيء العبارات، كأن هذا اليوم قد أبيحت لهم فيه جميع الخبائث، وارتفع عنهم فيه حواجز التكليف، ﴿أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ المجادلة.
فعلى من يريد السلامة في دينه وعِرضه أن يحتجب في بيته في ذلك اليوم المشؤوم، ويمنع عياله وأهله، وكل من تحت ولايته عن الخروج فيه حتى لا يشارك اليهود والنصارى والسفهاء في مراسمهم، والفاسقين الفاجرين في أماكنهم، ويظفر بإحسان الله ورحمته.
الإبداع لعلي محفوظ
فتوى الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف
قال الشيخ عطية صقر -رحمه الله تعالى: لا شك أن التمتع بمباهج الحياة من أكل وشرب وتنزه أمر مباح ما دام في الإطار المشروع، الذي لا ترتكب فيه معصية ولا تنتهك حرمة ولا ينبعث من عقيدة فاسدة، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ المائدة، وقال سبحانه: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ الأعراف .. لكن، هل للتزين والتمتع بالطيبات يوم معين أو موسم خاص لا يجوز في غيره، وهل لا يتحقق ذلك إلا بنوع معين من المأكولات والمشروبات، أو بظواهر خاصة؟ هذا ما نحب أن نلفت الأنظار إليه
إن الإسلام يريد من المسلم أن يكون في تصرفه على وعي صحيح وبُعد نظر، لا يندفع مع التيار فيسير حين يسير ويميل حين يميل، بل لا بد أن تكون له شخصية مستقلة فاهمة، حريصة على الخير بعيدة عن الشر والانزلاق إليه، وعن التقليد الأعمى، لا ينبغي أن يكون كما قال الحديث «إمعة» يقول إن أحسن الناس أحسنت، وإن أساءوا أسأت، ولكن يجب أن يوطن نفسه على أن يحسن إن أحسنوا، وألا يسيء إن أساءوا، وذلك حفاظًا على كرامته واستقلال شخصيته، غير مبالٍ من هذا النوع.
عن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي قال (لتتعبن سنن طريق من قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه) قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: (فمن) البخاري، ومسلم.
فلماذا نحرص على شم النسيم في هذا اليوم بعينه، والنسيم موجود في كل يوم؟ إنه لا يعدو أن يكون يومًا عاديًا من أيام الله حكمه كحكم سائرها، بل إن فيه شائبة تحمل على اليقظة والتبصر والحذر، وهي ارتباطه بعقائد لا يقرها الدين؛ حيث كان الزعم أن المسيح قام من قبره وشم نسيم الحياة بعد الموت، ولماذا نحرص على طعام بعينه في هذا اليوم، وقد رأينا ارتباطه بخرافات أو عقائد غير صحيحة، مع أن الحلال كثير وهو موجود في كل وقت، وقد يكون في هذا اليوم أردأ منه في غيره أو أغلى ثمنًا.
إن هذا الحرص يبرر لنا أن ننصح بعدم المشاركة في الاحتفال به مع مراعاة أن المجاملة على حساب الدين والخُلق والكرامة ممنوعة لا يقرها دين ولا عقل سليم، والنبي يقول «من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤونة الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس» رواه الترمذي، ورواه ابن حبان في صحيحه.
فتاوى عطية صقر
فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: لا يبيع المسلم ما يستعين المسلمون به على مشابهة غير المسلمين في أعيادهم، من الطعام واللباس ونحو ذلك؛ لأن في ذلك إعانة على المنكرات.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية أيضًا: لا يبيع المسلم لغير المسلمين ما يستعينون به على عيدهم، من الطعام واللباس والريحان ونحو ذلك أو إهداء ذلك لهم، فهذا فيه نوع إعانة على إقامة عيدهم المحرم.
اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية
وبناءً على هذه الفتاوى السابقة، نقول وبالله تعالى التوفيق:
لا يجوز للتجار المسلمين أن يتاجروا بالهدايا الخاصة بهذا العيد من بيض منقوش، أو مصبوغ مخصص لهذا العيد، أو سمك مملح لأجله، أو بطاقات تهنئة، أو غير ذلك مما هو مختص به؛ لأن المتاجرة بذلك فيها إعانة على المنكر الذي لا يرضاه الله تعالى ولا رسوله كما لا يحل لمن أهديت له هدية هذا العيد أن يقبلها؛ لأن في قبولها إقرارًا لهذا العيد، ورضًا به، ولا يعني ذلك حرمة بيع البيض أو السمك أو البصل أو غيره مما أحله الله تعالى، وإنما الممنوع بيع ما خصص لهذا العيد بصبغ أو نقش أو تمليح أو ما شابه ذلك، ولكن لو كان المسلم يتاجر ببعض هذه الأطعمة ولم يخصصها لهذا العيد لا بالدعاية، ولا بوضع ما يرغب زبائن هذا العيد فيها فلا يظهر حرج في بيعها ولو كان المشترون منه يضعونها لهذا العيد.
موقف المسلم من عيد شم النسيم
يمكن أن نوجز موقف المسلم من عيد شم النسيم عيد الربيع فيما يلي:
- عدم الاحتفال به، أو مشاركة المحتفلين به في احتفالهم، أو حضور الاحتفال به، والتشبه بهم فيما يخصهم محرم فكيف بالتشبه بهم في شعائرهم.
- عدم إعانة من يحتفل به من غير المسلمين بأي نوع من أنواع الإعانة، كالإهداء أو التهنئة، أو الإعلان عن وقت هذا العيد أو مراسيمه أو مكان الاحتفال به، أو إعارة ما يعين على إقامته، أو بيع ذلك لهم، فكل ذلك محرم؛ لأن فيه إعانة على ظهور شعائرهم الباطلة، فمن أعانهم على ذلك فكأنه يقرهم عليه، ولهذا حرم ذلك كله.
- الإنكار بالحكمة والموعظة الحسنة على من يحتفل به من المسلمين.
- عدم تبادل التهاني بين المسلمين بعيد شم النسيم؛ لأنه عيد للقدماء المصريين ولمن تبعهم من اليهود والنصارى، وليس عيدًا للمسلمين.
-يجب على أهل العلم توضيح حقيقة عيد شم النسيم وأمثاله من الأعياد التي ابتدعها الناس في هذا الزمان، وبيان حكم الاحتفال بها، والتأكيد على ضرورة تميز المسلم بدينه، ومحافظته على عقيدته، وتذكيره بمخاطر التشبه بغير المسلمين في شعائرهم الدينية كالأعياد، أو بما يختصون به من سلوكياتهم وعباداتهم؛ نصحًا للأمة، وأداءً لواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي بإقامته صلاح البلاد والعباد.
- على كل مسلم، يريد السلامة لنفسه في دينه، أن يجلس في بيته في يوم شم النسيم، ويمنع أهله وأولاده وكل من تحت ولايته من الخروج للمشاركة في هذا العيد، وذلك بالحكمة والموعظة الحسنة.
نبينا يحذرنا من مشابهة غير المسلمين
عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم) صحيح أبي داود، قال شيخ الإسلام ابن تيمية «هذا الحديث أقل أحواله أنه يقتضي تحريم التشبه بغير المسلمين».
وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لتتبعن سنن من قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه) قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: (فمن).
قال ابن حجر العسقلاني قال ابن بطال أخبرنا رسول الله أن أمته ستتبع المحدثات من الأمور والبدع والأهواء كما وقع للأمم قبلهم، وقد أنذر في أحاديث كثيرة بأن الآخر شر، والساعة لا تقوم إلا على شرار الناس، وأن الدين إنما يبقى قائمًا عند خاصة من الناس قال ابن حجر وقد وقع معظم ما أنذر به وسيقع بقية ذلك.
وختامًا أحذرك أخي المسلم الكريم أن تبتدع في دين الله –تعالى- ما ليس منه، أو أن تشارك بقولك، أو فعلك في أعياد ما أنزل الله تعالى بها من سلطان، فتطردك الملائكة عن حوض نبينا محمد، واعلم أنك سوف تقف وحدك للحساب بين يدي الله تعالى يوم القيامة ..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
إعداد / صلاح نجيب الدق
(رئيس اللجنة العلمية)
Ramadnio- مشرف عام سابق
- عدد المساهمات : 99
نقاط : 53987
شكر : 0
تاريخ التسجيل : 25/02/2010
العمر : 34
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى